السبت، 29 أغسطس 2020

العلاقة بين مصوع وجازان

 
*ارتريا بلاد مجاورة لبلاد
العرب ، اكثرية سكانها مسلمين من اصول عربية  وكان اﻻمل ان تكون بعد استقﻻلها  احدى دول جامعة الدول العربية ، وقد ساند العالم العربي جهودها في معركة اﻻستقﻻل ، وللشاعرمحمد  السنوسي رحمه الله شعر خالد في هذا الشأن  ، ولكن جاءت الرياح بما ﻻتشتهي السفن ، حيث نالت استقﻻلها بعيدا عن العالم العربي واﻻسﻻمي ،

* عاصمتها اﻻولى ميناء (مساوى )،  نسبة لرجل عربي اسمه (محمد مساوى )وفد اليها من االجزيرة العربية ، ولكن اﻻرتريين لهم نطقهم الخاص للحروف العربية  فاشتهرت بمسوع وتكتب مصوع  ، اما اﻻسم القديم لمصوع  فهو باضع .
*(محمد مساوى) اسم مألوف حتى اليوم في اﻻقليم التهامي من الجزيرة العربية دون غيره وعلى وجه الخصوص جازان .
* هناك قول ربما فيه بعض الغرابة لكنه قد قيل ، وهو ان هجرة الصحابة الى الحبشة انما كانت من منطقة جازان الى باضع (مصوع حاليا ) ومنها دخل المهاجرون الى بﻻد الحبشة
* وهذا المكان في منطقة جازان الذي اقتحم منه المهاجرون البحر الى الحبشة  عرف فيما بعد ب(القحمة ) ، وهي بلدة القحمة المعروفة اليوم بين الشقيق و البرك وكانت تسمى قبل ذلك (الوسم ) و(حمضة ). وقد ضمت الى منطقة عسير عام 1420
*  استحسن المهاجرون  ركوب البحر من القحمة الى مصوع لرغبتهم في اجتياز البحر عبر اقرب مسافة تجنبا لمخاطر البحر ، وان كان هذا  مغاير للقول المشهور بان هجرتهم من الشعيبة القريبة من مكة ،
*ان النخل الذي يوجد اﻻن في القحمة وقد شاهدته على الطبيعة اثناء زيارتي لمدارسها سابقا  يقال انه من نوى تمر خلفته  خيل الصحابة التي قدموا عليها من مكة .
*وقرينة صحة قول القائلين بخبر الهجرة من القحمة  ان ابابكر الصديق رضي الله عنه قد وجد في (البرك) القريبة من القحمة  يريد الفرار بدينه قبل الهجرة  ، وقصته  مشهورة  في كتب التاريخ  .
* ان المكان الذي رست فيه مراكب المهاجرين في مصوع في ذلك الوقت ﻻزال الى اليوم يصلي فيه المسلمون هناك صﻻة العيدين تيمنا بالمكان وتخليدا لذلك الحدث العظيم ،
*دخلت ارتريا تحت اﻻستعمار اﻻيطالي في أوخر القرن التاسع عشر الميﻻدي و استمرت تحته حتى بداية العقدالخامس من القرن العشرين  ،وهي الفترة التي قامت خﻻلها اﻻمارة اﻻدريسية في المنطقة 1906 -1928  وكان لﻻدارسة عﻻقات وثيقة مع ايطاليا من موقع مستعمرتها ارتريا حيث احكما قبضتهما على البحر اﻻحمر و من هذه العﻻقات السياسية واﻻقتصادية ،ولهذه الفترة احداثها و مواقفها ولعل اهمها الحرب العالمية اﻻولى ،
ومن اهم تلك اﻻحداث فيما يخص المنطقة :
*ان تعامل جازان تجاريا كان مع المراكز التجارية :مصوع و عدن ، الحديدة ،
*كان التاجر الباصهي اثرى اثرياء المنطقة في ايام اﻻدارسة وكانت له تعامﻻت مع مصوع  ، وعدن حتى انه جلب سيارتين له ولﻻدريسي من هناك
*كان التبادل التجاري مع مصوع قائما تصدير منتجات المنطقة  كالحبوب واخشاب الدوم  وثمرته (الخشل ) واعواد المض حتى ثمرة اشجار السدر النبق (الكين)يصدر في العجار لمن يعرف العجار
*حدثني احد الذين سافروا للعمل هناك انهم لما ارادوا العودة الى جازان وعندما هموا بالنزول الى الميناء وجدوا انفسهم في ميدي فظنوا انهم وقعوا ضحية احتيال من ربان السفينة وقامت معركة بينهم حتى عرفوا حقيقة اﻻمر ان الرياح كانت  شديدة  فقال بعضهم لبعص الحمدلله اننا لم نجد اتفسنا في الهند . 
* وكما هاجر  بعص ابناء المنطقة قديما الى مصوع ،فإن كثيرا من ابناء القرن اﻻفريقي قد وفد الى المنطقة واكتسب هوية الدولة الحاكمة سواء ايام اﻻدارسة او الدولة السعودية او قبل ذلك واصبحوا من النسيج الجازاني  .
*كانت مصوع مقصدا لطلب العﻻج لوجود مراكز العﻻج اﻻيطالية هناك، ووجد من سافر من ابناء المنطقة لذلك.
*كانت للنهصة التعليمية في المنطقة ايام الشيخ عبدالله القرعاوي دور مؤثر في استقطاب عدد من ابناء اﻻسر الوافدة الى المنطقة في اﻻقبال على طلب العلم حتى اخذوا منه بحظ وافر وبعضهم عادالى بلده كمصوع واليمن وبعضهم بقي .
والله اعلم واحكم.

 علي بن جابر شامي

الجمعة، 28 أغسطس 2020




 سعيد جعلي

هدية السماء لبلسمة جراحاتنا، وصوت الأرض للملمة أشواقنا، في أغانيه دفئي وشجن، وفي حضوره تتوه المُفردات، وتتلعثم الكلمات.
جعلي، زغرودة القلب في ملكوت الجمال، ومنبع الوفاء في قصاقيص العشاق ،صنع لنا سعيد اغاني خالدة، شحنها بالاحاسيس والتعابير الجميلة، وجعلنا ننقاد إلى أعماق أعماقها بسهولة، ونبتهج بترديدها صباح مساء، ذكرت شاما يتبدي قبت لبي حدقوا
فقصة حبنا الأزلي، لسعيد ، هي قصة خالدة التي بدأت فصولها تتشكل منذ عنفوان المراهقة، وفجر الشباب، وأضحت تفاصيلها بحلوها، ومرها تتجدد في يومياتنا، لنجدها مع كل إشراقة صُبح، وفرحة طائر، وحنين مُفارق، ونداء مهاجر
سعيد انسان بسيط متواضع يهرب من الشهرة التي تلاحقه لا هو الذي يسعي اليها منه بدأ الفن وإليه ينتهي، صديق النوارس والفنارات الحزينة كما قال عنه الاعلامي الاستاذ محجوب حامد - عابر للمناسبات، والأمكنة، والأزمنة، كان وما يزال كبيراً بعطائه، عظيماً بأخلاقه، متربعا على كل قلب،
غناء سعيد، جسّد قيمة الفن بكل أناقة وإبداع، وكل الأشياء تنحني لهذا الصوت الفردوسي الشجي وكل التفاصيل ترتشف منه لكنها لا ترتوي. وعندما يتعلق الأمر بفن التقريت ستجد سعيد بارزًا مرفرفًا في الواجهة بالبوم واحد ملك القلوب ومازال في جعبته الكثير ومبشرا بعودته الي ساحة الفن والجمال
التقيناه في مصوع مدينته التي احبها واحبته وطلبنا منه اللقاء فوافق مشكورا الجلسة كانت طويلة وجميلة لكني نشرت منها القليل لان اغلب الاغاني كانت جديدة وخوفي ان لا تتسرب قبل ان يري ألبومه النور كما حدث في البوم ظلميني شكر لسعيد الذي منحنا هذا اللقاء بعد اختفاء دام اكثر من عقدين.
سعيد قاضي
الدوحة قطر

                                                  رومــا الصــغرى بقلــم/ يبات علي فايد أسمرا “ Asmara ”باللغة التجرينية تعني الغابة المزهرة...