الثلاثاء، 24 أبريل 2018

  قــــندع 


بعد ان تودع العاصمة الارترية اسمرا وتتجه شرقا الي مدينة مصوع وفي وسط تلك التلال اذا برحيق شجر الباباي والليمون والبرتقال ياتيك من كل الاتجاهات وقتها  تعلم انك علي مشارف مدينة الجمال 
قندع مدينة هادئة جميلة تقع شرق العاصمة الارترية علي بعد 40كم قلعة مخضرة في كل المواسم وسميت بمدينة الخريفين لانها تتقاسم الخريف في يوليو مع الهضبة وفي ديسمبر مع المنخفضات عرفت قندع بعراقة تاريخها  الذي يعود الي القرن الثاني عشر ميلادي وتعتبر من اهم مدن ارتريا حضاريا واقتصاديا 

عرفت قندع بدعابة اهلها وطيبة قلوبهم وحسن معشرهم  ودماثة اخلاقهم لم اكن قندعاويا ولكن كنت من المحظوظين الذين سنحت لهم الفرصة لزيارة هذه المدينة العريقة
تمنيت ان اعيش في رحاب قندع استمتع بنسيمها العليل اقطف من بساتينها اشرب من اتكموم اداعب القماري في الامسيات اتسكع في شوارعها النظيفة اصعد الي تلة شيخ سعيد اتامل جمال قندع من الاعلي اشاهد الخضرة الخلابة تغطي جبال قندع فتكسبها رونقا والقا والسحب البيضاء منتشرة في سمائها كانها عروس في يوم زفافها والازهار منتشرة في كل مكان كالاطفال في صباح العيد
قندع في الامسيات
في الامسيات تعج نوادي ومقاهي قندع بالشباب نادي مداربا العريق الذي كان المعقل الوحيد بالنسبة لي احتسي كاس الشاي بالليمون علي ظلال شجرة الجواف الوارفة نتبادل القهقهات فيتردد صداها من الجبال التي تحيط بقندع
زرت مدن كثيرة سواء في الوطن او خارجه ولم اسلم قلبي لاي مدينة كانت ولكن قندع اصابني حبها من الوهلة الاولي تركت بصمة عريضة في حياتي سازورها مرة اخري ان امد الله في عمري وساكون قندعويا إن اذنت لي قندع .

بقلم ســـــــعيد قاضي

                                                  رومــا الصــغرى بقلــم/ يبات علي فايد أسمرا “ Asmara ”باللغة التجرينية تعني الغابة المزهرة...